mercredi 3 avril 2013

تلوث البيئة

                                                     تعد الصناعة المستندة على إعادة تصنيع المخلفات من اولويات الدول الكبرى والتي انعكست على تخصيص أماكن خاصة للنفايات المختلفة وسط الشوارع الفرعية والرئيسية بحيث خصصت أماكن لنفايات الأوراق وأخرى للعلب البلاستيكية وللزجاج وغيرها، وهي دول غنية ومتطورة ولكنها تسعى إلى حفظ مدخرات البلد وتنمية اقتصاده وتعويد المواطنين على النظام والاستفادة من جزء من مصروفاته في المساهمة في رفع الاقتصاد الصناعي وحماية للبيئة ولو بجزء من تلك النفايات حيث أن تلوث البيئة الناتج عن النفايات يتسبب في حوالي 80% من الأمراض .وإمكانية تطبيع النشء على ممارسة إعادة التصنيع الذاتية وحماية البيئة وترسيخ مفهوم الدعم الاقتصادي الوطني منذ الصغر؟
الأوراق والكتب
توفر إعادة تصنيع الورق من المخلفات ثلث كمية الطاقة المستخدمة في تصنيع ورق جديد من لباب الشجر كما أننا بذلك نوفر الشجر نفسه الذي يحافظ على توازن بيئتنا بالإضافة إلى أن إعادة تصنيع الزجاج لعمل برطمان زجاجي كبير بالنسبة لعملية تصنيعه من مواد خام جديدة يوفر كمية من الطاقة كافية لإضاءة مصباح كهربائي بقوة 100وات لمدة أربع ساعات فعملية التوفير من وراء تلك المبادئ في الاستثمار الصناعي واردة ولكن تحتاج فهم شامل من قبل المواطنين والتي لابد أن تغرس منذ الصغر وهذا ما تؤكده المرشدة الطلابية سامية حجازي حيث تجد أن إعادة التصنيع سياسة اقتصادية جيدة لتنمية اقتصاد البلد وفيه توفير للمال والمواد الخام، وتلك أمور لا تأتي من فراغ بل من التعلم ومن طرق تربوية تغرس في نفوس الطلبة والطالبات منذ مراحل التعليم الأولى في تخصيص صناديق مفندة للأوراق والكتب والمعلبات البلاستيكية والزجاجية تحت إشراف رائدات الفصول أثناء "الفسحة"، ولابد أن تتوفر مصانع تستقبل مخلفات المدارس لإعادة تصنيعها بدفع نسبة مالية يعود ريعها على ميزانية المدارس .فأغلب المدارس ترمي جميع الكتب الزائدة أو الملقاة بعد الطلبة في ساحات المدارس بعد الاختبارات التي أنفقت الدولة الملايين لتوفيرها كما أن حرقها بعد ذلك يتسبب في زيادة تلوث للبيئة.ولو جمعنا مخلفات الطلبة والطالبات فقط لحصلنا على ميزانية خاصة وتنمية اقتصادية كبيرة أسوة بتلك الدول المتقدمة فالورق وحده يمر بعمليات تصنيع معينة تحوله إلى عجائن تقطع ويصنع منها ورقا جديدا مثل ورق الجرائد على سبيل المثال.
الوعي الصناعي
اهتمت الكثير من المناهج الدراسية بإدراج عمليات إعادة التصنيع ضمن مناهج العلوم واللغة الإنجليزية للصف الثالث المتوسط وغيرها من مواد المراحل الأخرى وفيها من الإيضاح المناسب لعقلية المرحلة الكثير من الفائدة ولكن يظل عامل الوعي الصناعي عند الطلبة والطالبات لا يزال قاصر ولا يفي بالغرض المطلوب لعدم تواجد التطبيق الميداني بل نجد الكثيرون ممن يمارسون السلوكيات الخاطئه في إلقاء القوارير والأوراق وبقايا الأطعمة ليس فقط في ساحة المدرسة بل وفي الشوارع، وان دل ذلك فإنما يدل على قلة الوعي، وهمجية تلك التصرفات وبالجهل التام بأهمية تلك المخلفات في تنمية الاقتصاد وتضيف خولة سلطان معلمة علوم، بأن التعريف في لوحات الإعلانات في المدارس بالمواد التي يعاد تصنيعها من النفايات كالزجاج الورق الألمنيوم، البلاستيك والهياكل المعدنية من بقايا المكاتب والسيارات والمواد العضوية التي تستخدم لإنتاج سماد عضوي، فكل تلك المواد يعاد تصنيعها، فالأجدر تفنيدها في حاويات معينة.
فالزجاج المكسور والعبوات الزجاجية الخاصة بالعصائر تكسر لأجزاء صغيرة يتم صهرها وتشكيل المادة الزجاجية الناتجة لزجاج جديد كزجاج النوافذ كما أن البلاستيك يذاب ليشكل في عمل أدوات بلاستيكية مختلفة قد تكون ضمن استخدامات الطلبة والطالبات بالإضافة إلى أن وضع الخبز في حاوية خاصة حتى لو لم يعاد تصنيعه يفيد في تقدير النعمة وحفظها وشكرها وتخزينها لبعض الحيوانات كأجر في كبد رطبة، ومن المفيد عرض المنتجات والأدوات المستخدمة يوميا عند الطلبة والتي تكون نتاج عمليات إعادة التصنيع ليكون هناك وعي بأهمية المواد المستخدمة ودعم الحرص على تجميع المواد تلك بدلا من إلقائها في كل مكان دون أدنى تقدير للفائدة الاقتصادية المهدرة بسبب قلة الوعي.كما أن عبوات الألمنيوم الفارغة كعبوات المياه الغازية تجمع وتصهر مرة أخرى وتضغط لعمل شرائح معدنية تشكل إلى عبوات جديدة بالإضافة إلى أن تلك النفايات التي قد يتسبب تراكمها في الحي أو الشارع بنشر الرائحة الكريهة هي في الأصل إنتاج لسماد عضوي يزيد من خصوبة الأرض الزراعية.
الأنشطة المدرسية
تعتبر مفاهيم استغلال المخلفات يساعد في المحافظة على البيئة فعملية إعادة تصنيع عبوة معدنية واحدة مثل عبوات المياه الفارغة في تلوث الماء اقل بنسبة 97% وتلوث الهواء اقل بنسبة 95% مقارنة بعملية تصنيع نفس العبوة من مواد خام جديدة .وأن عملية إعادة تصنيع الورق من المخلفات تقلل نسبة تلوث بحوالي 74% بالنسبة لعملية تصنيع الورق من مواد خام أي من لباب الشجر، كما أن عملية الإعادة لا تستهلك كل المخلفات التي تلقى في صندوق النفايات حتى لو كانت مناسبة لعملية الإعادة فعمليات التصنيع تحتاج إلى أموال وجهد وأيدي عاملة وتكنولوجيا، لذلك يستهلك من النفايات لهذه العملية نسبة 10% فقط، أما الباقي يدفن أو يحرق، ونظرا لأن عمليات التصنيع لا تستهلك إلا تلك النسبة وحول استثمار المخلفات في الأنشطة تضيف سمر العابد معلمة فنية لذلك أصبح من المهم استغلال المواد الزائدة في مجالات وأنشطة مختلفة قبل إلقائها والتخلص منها.فهناك جماعات ونشاطات مدرسية تعتمد على شراء المواد الخام التي تستهلك الميزانية المدرسية فيكون البديل هو إعادة تصنيع جديدة لعمل الأنشطة الفنية والإبداعية والحرفية لدى الطلبة والطالبات ضمن مفهوم اقتصادي مدرسي عبر ما يوفره الطلبة من بقايا المواد المستخدمة في البيت لاستثمارها في صناعة أعمال فنية وأدوات مكتبية تباع في مقصف المدرسة ويعود عائدها لرعاية الطلبة والطالبات ممن يحتاجون مساعدات مالية بسبب تدني الوضع المعيشي للأسرة فاستغلال صناديق الكورن فليكس وعبوات الماء والأوراق السميكة الخاصة بتجليد المكاتب في الفصول من المفيد استغلالها في تغليف الهدايا واستغلال الصور الطبيعية الموجودة في ذلك الورق في تشكيل أظرف مناسبة للمعايدة والهدايا.                    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire